مش هنسيب حقك ياخالد يسقط الكلللللللب مبارك


من جريده الدستور كتبت نواره نجم عن خالد سعيد شهيد الطوارئ
لست معنية بمهنة الشاب خالد سعيد، ولا خلفيته الاجتماعية، ولا ظروفه. سأفترض أن خالد سعيد كان تاجر مخدرات، وقاتل شيوخ، ومغتصب أطفال، وسارق أحذية المساجد، وآكل لأموال اليتامي، ومقترفاً لزني المحارم، وصاحب عبَّارة غارقة، ومحتكراً لسلع استراتيجية، ومتسبباً في جوع ملايين المواطنين، ومسرطناً لأراضينا الزراعية لخمسين سنة مقبلة، وملوثاً لمياه شربنا بعوادم مصانعه، وقاتلاً للفقراء تحت صخرة، وهادماً لمصانعنا، ومشرداً لعمالنا، وهو الذي جعلهم ينامون في الشوارع مطالبين بأجورهم وكأنهم يتسولون حسنة من الدولة، وهو الذي حاصر غزة، وهو الذي قتل اللاجئين في عرض الطريق، وهو الذي فضحنا محليا وعربيا ودوليا، هو الذي فعل كل شيء بنا. خالد سعيد هو المجرم اللئيم والقاتل الأثيم. خالد سعيد هو الشر الصراح. خالد سعيد هو الشيطان الرجيم. خالد سعيد هو من أخرج آدم من الجنة. وجود خالد سعيد في الحياة هو الذي تسبب في كارثة هاييتي وزلزال تسونامي. ميلاد خالد سعيد كان نذير شؤم، وبموته الحياة ستصبح بمبي وأنا جنبك وانت جنبي.

سأسلم بكل ما سبق، وربما أزيد عليه، لكن يبقي السؤال: ده شكل بني آدم يموت بالطريقة دي؟ هل هذه جثة ماتت بأيد بشرية لا قنابل فوسفورية؟ أيا كانت جريمته، من هو هذا الإنسان الذي يستحق أن يزركش وجهه بكل هذا العذاب؟ من فضل الله علي خالد سعيد أن جاءت اللحظة التي مات فيها وخرج السر الإلهي، لكن صورة الجثة تعكس حجم الألم والعذاب الذي ذاقه خالد منذ لحظة القبض عليه وحتي أعطاه الله الإفراج ورحمه.

ثم نعود ونسأل: من هو ذلك الكائن الذي فعل بخالد كل ذلك؟ هل هو مخلوق بشري مثلنا، ينام ويأكل ويعاشر زوجته ويلعب مع أطفاله ويزور والدته يوم الجمعة ويجلس مع أصدقائه علي المقهي؟ أين كانت إنسانيته في الساعة الأولي؟ الثانية؟ الثالثة؟ الإنسان يمكن أن يضرب ضربا يفضي إلي الموت في لحظة غضب، لكن، هل هذا ضرب أساسا؟ لو كان من فعل بخالد هذه الأفاعيل شخص واحد لقلت إنه مختل عقليا، لو كان اثنين لقلت إنهما تعاطيا مخدر شديد المفعول، لكن قسم شرطة بمن فيه، لا يمكن أن يكونوا جميعهم مختلين، ولو كان اثنان منهم تحت تأثير مخدر، فأين كان الباقي؟

يخرج علينا بيان الداخلية كالمعتاد وكالمتوقع. إذ إن الشرطة لم تكتف بتشويه جسد خالد سعيد حتي الموت، فيشوهون سمعته بعد الموت. تؤ.. ما عادش نافع خلاص، باظت يا جدعان، غيروها بقي حتفضلوا ترقعوا فيها لحد إمتي؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق